أخطاء تربوية يجب تجنبها
مظاهر خاطئة آثيرة يمارسها الآباء في سياق الحياة
اليومية وصور تتكرر ومشاهد تتعدد في
منازلنا..القاسم المشترك بينها أنها تعرقل النمو
النفسي والاجتماعي للطفل وتسبب مشكلات
نفسية وسلوآية متعددة في حياته..
تؤآد الأخصائية النفسية عفاف الثبيتي أن الأسباب
التربوية الخاطئة في تربية الطفل تسبب مشكلات
نفسية واجتماعية لديه ، آمشكلات الانطواء و
الخوف الاجتماعي والشعور بالنقص والدونية ،
والعدوان والتخريب.
وتقول الثبيتي : إن الأساليب التربوية الخاطئة جناية على حقوق الطفل .. فالشعور
بالمحبة والأمان والاستقرار حقوق طبيعية للطفل لا بد أن يحصل عليها في أجواء
مستقرة تتسم بالاتزان والتوسط بعيدا عن الإفراط أو التفريط ..
وتستعرض عفاف الثبيتي بعض الأساليب التربوية الخاطئة التي ينتهجها بعض الآباء
والمربين مع فلذات أآبادهم والتي عادة ما يكون لها انعكاسات سلبية قاتمة في
حياة الطفل ....منها:
ظ،- قتل روح الفضول في وجدان الطفل .. ووأد رغبته في التعلم ..و حرمانه من
إشباع غريزة حب الاطلاع لديه، والرغبة في اآتشاف الجديد .. بنهره وزجره و
توبيخه عند طرح الأسئلة والرغبة في المعرفة ..أو السخرية منه والاستهزاء به
ومعايرته بسماته السلبية وجوانب النقص في مظهره وقدراته ..فالله عز وجل يقول "
يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من
نساء عسى أن يكن خيرا منهن " فلا بد من استخدام الكلمة الطيبة مع الابن فالله
عز وجل يقول :" وقولوا للناس حسنا" ويقول النبي صلى الله عليه وسلم " اتقوا
النار ولو بشق تمرة ، فإن لم تجد فبكلمة طيبة "...
ظ¢- تجاهل السلوك الجيد للطفل ، فمن المؤسف أن بعض الآباء والأمهات يتفننون
في محو السلوآيات الإيجابية لدى الطفل عبر تجاهل سلوآياته الحميدة أو زجرهم
ونهرهم لدى القيام بالسلوك الحسن..
مثال : ابنة ترغب أن تسعد والدتها فتقوم بترتيب غرفتها..وهي تتوقع أن تجد التعزيز
والثناء .. لكنها تحظى بالنهر والعقاب من والدتها آأن تقول لها : " ألم أقل لك نظفي
الصحون بدلا من ترتيب غرفتك؟؟"..
ظ£- عدم إيقاف السلوك الخاطئ الصادر من الطفل، الأمر الذي يؤدي إلى تمادي
الطفل واستمراره في ممارسة السلوك الخاطئ. مثال: طفل يضرب شقيقة آفا
على وجهه على مرأى من والديه في غرفة الجلوس ..فتلتفت الأم بلا مبالاة دون
أن يكون لها ردة فعل تتعلق بإيقاف السلوك الخاطئ..
إن عدم الحرص على إيقاف السلوك غير المرغوب فيه في الموقف ذاته يسهم في
تشجيع التصرف الخاطئ وتعزيزه وتثبيته في سلوك الطفل .
ويرتبط بذلك معاقبة الطفل على السلوك الخاطئ عبر صور انتقامية مجانبة
للصواب..آأن يكون الضرب على الوجه أو الرأس ..وأن يعاقب الطفل بقوة على
هفوات صغيرة ..أو أن يتخذ المربي الضرب وسيلة للتشهير به مثل ضربه أمام أقرانه
لفضحه..أو معاقبته بأمور خارجة عن قدراته..أو أن يكون في العقاب ظلم للطفل ..أو
الإفراط في استخدام أنواع معينة من العقاب البدني أو النفسي..فمن الضروري
مراعاة ضوابط العقاب آما جاءت في الشريعة الإسلامية .. وعدم قيام الأب بعقاب
الابن حال الانفعال والغضب ...
ظ¤- تقديم الإيحاءات السلبية الموجهة للطفل وإطلاق الصفات والسمات السلبية
على ذات الطفل، آأن تقول الأم لابنها الصغير:" أنت طفل شقي"، أو " أنت طفل
غير مطيع" .. فهنا يتقبل الطفل تلك الصفات السلبية .. وتستقر في ذهنه .. ويبدأ
في ممارستها آسلوك في حياته..وآان من الأولى بالأم إطلاق صفات إيجابية
وحسنة تؤدي إلى تعزيز السلوك الصحيح في حياة الطفل آأن تقول له " أنت ولد
مطيع" ، " أنت ولد مهذب وهذا يجعلني أحبك بصورة أآبر"...
ظ¥- المقارنة غير العادلة بين الأبناء: إذ أن المقارنة غير العادلة بين الأبناء تشوّه
صورة الابن تجاه نفسه ، إضافة إلى آونها تزرع في نفس الطفل بذور الكره والبغض
إزاء من يقارن بهم .. وتمحو معالم التشجيع في حياة الابن...
ظ¦- غياب المصداقية لدى المربي.. وظهور الازدواجية في شخصيته..آأن يأمر الوالد
ابنه بالصدق لكنه لا يتمثّل هذا السلوك الإيجابي في حياته اليومية.. وقد يقوم الأب
على سبيل المثال بتحذير ابنه من مخاطر التدخين في الوقت الذي يرى الابن أباه
يمارس هذا السلوك ذاته ..فلا بد إذاً من توافر المصداقية في حياة الطفل..
ظ§- عدم إشباع حاجة الطفل للحب والحنان بالشكل الصحيح، إذ أن من الأخطاء
الشائعة لدى آثير من الأسر الاعتقاد أن توفير الأطعمة والهدايا والملابس هي أدلة
آافية على الحب..في الوقت الذي يهملون فيه التعبير عن عاطفة الحب لأبنائهم
عبر الكلمة الحانية والتفهم الصادق .. وبالتالي ينشأ الأبناء محرومين من تلك
المظاهر الحيوية للحب.. من الضروري أن يفهم الآباء أن الحب عاطفة قوية يمكن
التعبير عنها بصور عدة آالضم ، والتقبيل ، والثناء والحسن.. فالحب رآن أساسي
من أرآان تربية الطفل ..فالقبلة والاحتضان على سبيل المثال لهما دور فعال في
ترجمة وتجسيد مشاعر الحب للأبناء ..ويقول النبي صلى الله عليه وسلم " من لا
يرحم لا يرحم " وقد آان النبي صلى الله عليه وسلم قدوة حسنة في الرحمة
بالأطفال والحنوّ عليهم...
ظ¨- فرض الانضباط الزائد على الطفل نتيجة لعدم فهم خصائص المرحلة العمرية
التي يمر بها .. وهنا يفرض الوالدان صورا من الشدة الزائدة على الأبناء فلا
يمنحانهم الفرصة للتجربة وحب الاطلاع ..فعلى سبيل المثال تحرم آثير من الأمهات
أبناءهن من أدنى صور الحرآة الطبيعية في حال تواجد الآخرين..ولا بد هنا من
الإشارة إلى ضرورة التفريق بين مفهومي الحزم والشدة ..فالحزم أمر محمود لكن
الشدة أمر غير مرغوب فيه البتة.. و تدعو عفاف الثبيتي إلى ضرورة فهم الدوافع
التي تقود الطفل إلى ممارسة السلوك الخاطئ ومعرفة أسبابها ، إذ أن جهل الآباء
لتلك الدوافع يقوهم إلى التعامل مع تلك السلوآيات بصورة غير مناسبة .. مما قد
يُسقط الطفل في بؤرة الإحباطات والصراعات النفسية .. آما تدعو المربين إلى
التحلي بصفات الصبر والحلم والأناة والاتزان في ردود الفعل تجاه السلوآيات
المختلفة مع الاهتمام بتنمية الوازع الديني لدى الطفل